إدريس بولحجل حول شباب الريف الحسيمي

فارسة أحلامي 

إشتقت للكتابة ، أن اكتب و أعبر و أن أختزل مشاعري في ورقات بيضاء ملطخة بحبر أسود داكن , لكن هذه المرة لن أشكوا من فراق أحد بل جئت لأكتب كلمات تبث الحياة و تعطي شعلة الأمل لقلبي الذي بدأ يحيا من جديد , قلبي الذي بدأ يستيقظ من غيبوبته ليجد فتاة غريبة لا يعلم من هي ولا من أين أتت , يمعن النظر إليها في إستغراب لعله يتعرف على ملامح وجهها و ينبش في ذاكرته لعله إلتقى بها في مكان ما لكن حال ذلك دون جدوى ، إستمر في النظر إليها و بدأ يستفيق شيئا فشيئا حتى أصحى و استرجع كل قواه العقلية فسألها في استغراب

_من انت ؟
فقالت له مبتسمة و بنبرت مليئة بالعطف و الحنان
_ أنا فارسة أحلامك الفتاة التي بحث عنها و لم تجدها 

_ماذا! أسف لا أتذكر من أنتي هل تعرفينني ؟
_لا لن تتذكرني حبيبي فلم يسبق لنا أن إلتقينا و تعارفنا من قبل .

_و ماذا تفعلين هنا ؟ ماذا تريدين ؟

_هههه هون عليك يا نور قلبي ستعرف كل شيء 
فأنا قدرك  كنت أنتظرك منذ زمان ، كل يوم أنتظر قدومك لكنك في كل مرة تظل فيه الطريق و تتعلق بأشخاص ظننت أنهم قدرك لكنك أخطأت و ها أنت اليوم أصبحت وحيدا لم يظل أحد من أؤلاك الذين ظننت أنهم سيبقون معك طوال حياتك , كلهم تساقطوا و كلهم ذهبوا إلى حال سبيلهم .. لكنني لم أقوى الإنتظار لقد سعيت بحثا عنك , بحثت عنك كثيرا و في كل الأماكن و ها أنا اليوم وجدتك تائها بين ذكريات الماضي و مكتئبا حزينا بفراق تلك التي إعتقدت أنها ستكون زوجتك وكل شيء في حياتك و أحببتها بكل صدق منذ البداية لكن خاب ظنك ، لا بأس لا تحزن حبيبي فهذا درس من دروس الحياة عليك أن تأخذ العبرة منها كي لا تقع مرة أخرى فالمشوار ما زال طويلا و وما هذه الا بداية و الحمد لله أنني وصلت إليك في الوقت المناسب لأخلصك من كل هذه المتاعب و الألم الذي عشته و من كل الأحزان التي سببوها لك و سأداوي جروحك و سأجعل منك شخصا أخر سأبث فيك الحياة و الحيوية سأعطيك كل ما تحتاج إليه , سأكون سندك في هذه الحياة سأكون شعلتك و مصدر قوتك , فقط خذ بيدي و هيا بنا لنبدأ من جديد و نبني عش حياتنا الذي سنعيش فيه مستقبلا و تذكر دائما حبيبي أنه منذ الأن فصاعدا سنكون معا طيلة العمر و لن يعود أحد منا وحيدا كما كان واعلم حبيبي أنني لن أتركك وحيدا كما فعل من كان .
فهل عرفت إذن من أكون الأن ؟

_ أنت هي فارسة أحلامي إذن لكن لماذا لم تأتي منذ زمان عندما كنت أبحث بشدة عن الحنان لماذا لم تأتي قبل أن يتجرع قلبي الصدمات قبل أن أتعرف على أشخاص تركوا في قلبي بصمات .
_لقد كان الطريق طويلا حبيبي لم أستطيع الوصول حتى الأن , لننسى الماضي و لنركز على الحاضر من أجل المسقبل .
_هل تعلمين أن قلبي إرتاح لك و فتح لك أبوابه عشقك رغم النزيف و في رمشة عين جعلك محبوبه .
_ نعم أعلم حبيبي فرغم أن قلبك تصلب كالحديد إلا أنه قد ثاق بي من جديد .

_يا فتاة أحلامي هل ستطفئين النار الحامية أم أنك فقط فتاة عابرة لتترك بصمتك كما فعل الباقية .
قالها لها و عينه مليئة بالترجي و الأسى , فقد سئم من تذوق طعم الفراق و الخذلان من أعز وأحب الأشخاص إليه ,  فاقتربت منه و همست بصوت خافت في أذنه و قالت
_ سأكون لك  حبيبي كما تشاء فلا تخف أن أحطمك ذات يوم إلى أشلاء .
إرتاح لكلماتها وأحس بدفئ لم يشعر به من قبل غمض عيناه و تنفس ببطئ شديد و سرح في خياله للحظة ثم فتح أعينه و هتف لها بكل حماس وثقة
_فل نمضي معا يا نجمتي الذهبية و لنعش سويا , أعد أنني سأكون لك مخلصا و وفيا , ثم زوجا عطوفا و أبا صالحا , سأجعل منك أميرة مرتحتا مطمئنة , سأجعلك سعيدة مسرورة و مبتهجة.
إحمرت الفتاة من الخجل و وضعت يديها على وجنتاها ثم طأطأت رأسها للأرض و قالت له
_هيا بنا حبيبي هيا , هيا لنصنع حلمنا , هيا بنا لنصنع مصيرنا هيا بنا لنعش حياتنا , سأحبك دون ملل سأحبك دائما سأجعلك راضيا سأجعلك فخورا .

و هكذا عاد قلبي للحياة , بعدما فقد الثقة في كل الفتيات , لكن سحر هذه الفتاة كان مختلفا , فقد أشعرتني براحة و دفئا قويا ,و إستسلم لها قلبي منذ اللحظة الأولى التي نطقت فيها معي , أحسست أنها ملاكي أرسلها لي ربي لتلملم جروحي و تنقذ ما بقي من حياتي فأسأل الله تعالى أن تكون قدري وأن تظل معي حتى تصبح زوجتي .

زكرياء أعبوث